هل التغير غاية أم وسيلة ؟

التغيير "لمجرد التغيير" أو التغيير "لحاجتنا للتغيير"؟ ... رغم أن الأمرين قد يكونان واضحان جدا للبعض إلا أنه يستعصي قرار أحد المسلكين على الأغلبية الساحقة. إذا كان لديك سيارة تويوتا كورولا قديمة مثلي وتعمل بشكل ممتاز ولا أؤمن بحاجتي لوسيلة مواصلات أخرى فلماذا يوقفني الناس ليسألوني "كيف إنت ما تطلعلك سيارة جديدة وتغير ؟" ...

التغيير الآن هو هدف وليس وسيلة وللوصول إلى ذلك الهدف فيحتاج الجميع إلى وضع الموارد المختلفة وتسخيرها لإنجاز تلك الغاية. قد لا تكون تلك الموارد متاحة ونضطر لتصغير "حجم التغيير اللذي نبتغيه" أو حتى لترك فكرة التغيير فقط لنعود لاحقا لإدراك أن عدم التغيير لم يكن بذلك السوء اللذي توقعناه. عندما قررت الولايات المتحدة والإتحاد السوفييتي غزو الفضاء توجهت كلاهما للأمر بطرق مختلفة فالولايات المتحدة بدأت في تطوير التكنولوجيا اللازمة مع وضع التغيير كهدف. صواريخ جديدة وتصاميم مبتكرة وقدرات أكبر احتاجت لضخ مليارات في وكالة الفضاء الأمريكية (الناسا) واللتي بدورها سخرت الموارد بدون تفكير في أبعاد مهمة أخرى مثل القيمة المضافة للتغيير والعملية والفعالية وغيرها من نواتج التغيير. توج ذلك التوجه ببناء مكوكات الفضاء اللتي انفجر عدد منها في الجو خلال العقود الماضية.